الاثنين، 3 أكتوبر 2011

سرطان المثانة.. خطر يهدد الرجال


كمبريدج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»*
الأورام الخبيثة التي تظهر في مرحلة الشيخوخة تثير المخاوف لدى الرجال. أما سرطان الخصية فيعتبر من المشاكل المخيفة بين المراهقين والشباب. 

وتتمثل إحدى فوائد الشيخوخة التي لا تحظى بالتقدير في أن التقدم في العمر يقلل من الإصابة بسرطان الخصية إلا نادرا، ولكن، بعد أن يجتاز الرجال هذا الخطر فإنهم يواجهون خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. 
ومع تدفق المعلومات حول هذين المرضين اللذين يقعان في المراتب الأولى للمخاطر فإن الرجال ينسون أخطار الإصابة بسرطان المثانة. وفي الواقع فإن نحو 53 ألف أميركي سوف يشخصون هذا العام فقط بهذا السرطان، وسوف يتوفى 10 آلاف منهم بسببه. 
ويحتل سرطان المثانة المرتبة الرابعة بين سرطانات الأعضاء الداخلية لدى الرجال الأميركيين، وهو أيضا واحد من السرطانات العشرة القاتلة الأولى، ويكلف وحده 3 مليارات دولار سنويا. 
إلا أن هناك أنباء جيدة أيضا حول هذا السرطان؛ إذ إن الرصد المبكر له يمكن أن يؤدي إلى وقفه، كما أن تطور العلاج يحسن من النتائج للمصابين بمراحل متقدمة منه، إضافة إلى ذلك فإن الأنباء الجيدة تشمل أيضا وجود إمكانية لاتخاذ خطوات بسيطة يمكنها خفض أخطار الإصابة بسرطان المثانة. 
* من يتعرض للإصابة؟ 
من يصاب بسرطان المثانة؟ الرجال بالدرجة الرئيسية. فالمرض ينتشر 3 مرات تقريبا بين الرجال أكثر من النساء. ويزداد الخطر لدى الرجال من العرق القوقازي؛ إذ يزيد بمرتين على المنحدرين من العرق الأفريقي، كما أن العمر يعتبر عامل خطر رئيسيا آخر؛ إذ لا يشيع حدوث المرض قبل عمر 60 سنة، إلا أنه ينتشر مع تقدم العمر. 
* الأسباب 
* تحدث كل أنواع السرطان بسبب تآلف عدد من العوامل الجينية والبيئية. وفي حالات سرطان المثانة، فإن العلماء قد شرعوا يكتشفون جينات تزيد من أخطار الإصابة به. وتحتوي قائمة الجينات حتى الآن على جينات مسببة للسرطان تحفز على تحول الخلايا إلى خلايا خبيثة («تي بي 63» TP63 و«إي جي إف آر» EGFR، هما من الأمثلة على الجينات المرتبطة بسرطان المثانة)، وكذلك جينات مثبطة للأورام يمكن أن تتشوه وتفقد قدرتها على تنفيذ دورها لمحاربة نمو الخلايا السرطانية («تي بي 53» TP53 و«آر بي 1» RB1 هما من الأمثلة على تلك المرتبطة بسرطان المثانة). ويثق الباحثون أنهم سيكتشفون عوامل جينية أكثر إلا أنهم لا يهملون الدور الحاسم للعوامل البيئية. 
ويعتبر تدخين السجائر، الذي يتسبب في حدوث نصف حالات سرطان المثانة تقريبا، أكثر العوامل المهمة المسببة لهذا المرض. ويمتص الجسم الكثير من السموم مع شهقات الدخان. وتذهب تلك السموم إلى مجرى الدم ثم تلفظها الكليتان مع البول. ولأن البول يظل متجمعا لساعات في المثانة قبل طرحه خارج الجسم فإن بطانة المثانة تصبح عرضة للاحتكاك لفترة طويلة مع المواد المسببة للسرطان. 
لهذا فإن مدخني السجائر يتعرضون أكثر بمرتين لخطر الإصابة بسرطان المثانة مقارنة بعدم المدخنين، كما أن المدخنين الشرهين يكونون أكثر عرضة له مقارنة بالمدخنين قليلا، إلا أن الخطر يضمحل تدريجيا لدى الأشخاص الذين يتوقفون عن التدخين، حتى إن كانوا من المدخنين لسنوات طويلة. 
كما يمكن للسموم الصناعية المختلفة إلحاق الأضرار بالخلايا التي تبطن المثانة، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. وفي السابق كان العمال في صناعات المطاط، الأصباغ، المواد الكهربائية، والأنسجة، معرضين لأخطار كبيرة. إلا أن ضوابط السلامة في مواقع العمل الحالية فد حسنت الأوضاع كثيرا. 
وفي بعض مناطق العالم، مثل دلتا النيل في مصر، فإن العدوى بالطفيليات تشكل أكثر أسباب حالات الإصابة بسرطان المثانة. وتشمل الأسباب الأخرى غير الشائعة نسبيا العلاج طويل الأمد بدواء «سيكلوفوسفاميد» cyclophosphamide («سيتوكسان» Cytoxan) والإفراط في استخدام مسكنات الألم «فيناسيتين» phenacetin، كما يبدو أن العلاج الإشعاعي لسرطان البروستاتا يزيد من خطر الإصابة بسرطان المثانة لاحقا. 
وعلى الرغم من أن الجرعات الكبيرة جدا من مواد التحلية (المحليات) الصناعية قد تسبب سرطان المثانة لدى الحيوانات، فإنه لا توجد دلائل على ذلك لدى البشر. أما عوامل التغذية الأخرى فقد تلعب دورها أيضا. ويتسبب دخان التبغ والسموم الأخرى في حدوث سرطان المثانة وذلك بإلحاق الضرر بالحمض النووي «دي إن إيه» وبتغييرها لبنية ووظيفة الجينات. وقد تم رصد تشوهات جينية في عدد من الكروموسومات في خلايا المثانة الخبيثة، ويعمل العلماء حاليا على توظيف هذه المعلومات لتطوير وسائل جديدة للتشخيص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق